كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

و {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال: لما مات ابن أبي ابن سلول دعي إليه رسول الله (¬1) ليصلي عليه، فلما قام رسول الله وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي عليه؟ وقد قال يوم كذا كذا وكذا أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله (1) وقال: "أخّر عني يا عمر"، فلما أكثرت، قال: "إني خيّرت فاخترت، ولو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت عليها"، قال: فصلَّى عليه (¬2) (¬3)، وكذلك روى نافع عن ابن عمر والشعبي عن جابر بن عبد الله (¬4)، والتخيير قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} وصلاته عليه محمول على الاستغفار والدعاء دون صلاة الجنازة، لما روي عن نافع عن ابن عمر أن النبي -عليه السلام- (¬5) أعطاه قميصه فكفن فيه ثم حضره ليصلِّي عليه فجذبه عمر وقال: أتصلي عليه (¬6) وقد نهاك الله؟ فقال: "أنا بين خيرتين"، فقول قوله: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] (¬7)، وقول عمر: أتصلي عليه وقد نهاك الله تعالى؟ تأويل منه لقوله: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}، وقوله -عليه السلام- (¬8): "أنا بين خيرتين" ردّ منه على عمر تأويله، والدليل على أن قوله: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ} نزل في هذه الحادثة بعد قول عمر قبل صلاة رسول الله (¬9) ما روى أبو الزبير عن جابر أن ابن أبي ابن سلول لما هلك جاء ابنه إلى رسول الله (9) وقال: يا رسول الله، إنك لم تشهده، ولم يزل يعتريه حتى
¬__________
(¬1) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬2) البخاري (1366، 4671).
(¬3) في الأصل و"أ": (عليهما)، وفي "ب" "ي": (عليها)، والجميع خطأ.
(¬4) لم نجده عن الشعبي عن جابر بن عبد الله بل هو عن الشعبي مرسلًا أخرجه الطبري في تفسيره (11/ 599)، وابن سعد (3/ 541).
(¬5) (السلام) ليست في "ي".
(¬6) (عليه) ليست في "أ".
(¬7) البخاري (1269)، ومسلم (2400)، وابن ماجه (1523)، والترمذي (3098) وغيرهم.
(¬8) (السلام) ليست في "ي".
(¬9) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

الصفحة 906