كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

وقول النبي -عليه السلام- "الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة" (¬1)، وفي الحديث أنه صب على رأسه الماء من سِباع في شهر رمضان (¬2)، يريد به الجماع، وسمي السبع سبعًا لأن قوته مضاعفة، وفي الحديث: "إن المنافق يأكل في سبعة أمعاء" (¬3)، وفي الحديث: "إن صاحب اليمين يقول لصاحب الشمال أمسك فيمسك سبع ساعات من النهار" (¬4)، فإن تاب لم يكتب عليه، وفي الحديث: "سألت الشفاعة لأمتي، فقال: لك سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقلت: ربّ زدني، فقال: مع كل ألف سبعون ألفًا، فقلت: رب زدني، فقال: لك هذا فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله" (¬5)، وفي الحديث أن سائلًا قال: كم أعفو عن الخادم في اليوم؟ فقال: "سبعين مرة" (¬6)، وفي الحديث؛ "أن الكافر يهوي في النار سبعين خريفًا" (¬7).
وقيل: خصت السبعة بالمبالغة لأن كميتها مشتملة على ثلاثة من أوتار العدد وثلاثة من الأشفاع.
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ} قيل: كان رسول الله -عليه السلام- (¬8) برز
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (2912) وحسنه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي من حديث ابن مسعود مرفوعًا وصله في الصحيحين.
(¬2) النهاية لابن الأثير (2/ 842).
(¬3) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (الأطعمة 12)، والترمذي (الأطعمة 20)، وأ حمد (2/ 21) وغيرهم.
(¬4) هناد في الزهد (920)، والطبراني في مسند الشاميين (526، 1228)، والبيهقي في الشعب (7049 - 7051) والحديث حكم عليه الشيخ الألباني -رحمه الله- بالوضع في السلسلة الضعيفة (2237).
(¬5) أصل الحديث في الصحيحين ورواية الزيادة رواهاهناد في الزهد (178) وعلي بن الجعد في مسنده (2849)، والزيادة صحيحة.
(¬6) أبو داود (5164)، والترمذي (1949)، وأحمد (20/ 90)، وعبد بن حميد (821)، والطبراني في الأوسط (1765)، والبيهقي (8/ 10) والحديث صحيح.
(¬7) أحمد (2/ 355) والحديث سنده صحيح.
(¬8) (السلام) ليس في "ي"، وبدله في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).

الصفحة 908