كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

يكونوا تحت راية أسامة وسرح مع عمر بن الخطاب وخرج لمشايعته راجلًا.
وقيل: دعا أبو بكر إلى قتال طليحة بن خويلد الأسدي ومسيلمة الكذاب بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، وهذا أصح لأنه لو كان دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) لقال: سأدعوكم أول مرة، أي: أول مرة لما بعدها.
وقيل: أراد بأول مرة كراهتهم الخروج في غزوة بدر.
وقيل: أراد تخلفهم عن الحديبية قبل غزوة خيبر وفتح الطائف وهذا أقرب.
{الْخَالِفِينَ} المتخلفين، قال موسى -عليه السلام- (¬3) لأخيه هارون: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف: 142]، وقال الله تعالى: {مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزخرف: 60].
{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} نزلت في شأن ابن أبي بن سلول (¬4) روي أنه لما مرض مرضه الذي مات فيه دعا رسول الله -عليه السلام- (¬5) فحضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "أما نهبتكم عن موالاة اليهود؟ "، قال: لم يوالهم سعد بن معاذ فمه (¬6)، ثم قال: إنما دعوتك لتستغفر لي ولم أدعك لتؤنبني، ثم سأله أن يعطيه قميصه الذي يلي جسده ليكفن فيه فأعطاه قميصه، فقيل: يا رسول الله أتعطي قميصك منافقًا؟ قال: "إن قميصي لن يغني عنه من الله شيئًا، وإني أؤمل أن بدخل في الإسلام بهذا السبب خلق كثير"، فكان كما قال، أخلص وأحسن الإسلام يومئذٍ ألف من الخزرج (¬7). {أَبَدًا} نصب على
¬__________
(¬1) ذكره البغوي (1/ 302)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (7/ 432).
(¬2) (- صلى الله عليه وسلم -) ليست في "أ".
(¬3) (السلام) ليست في "ي".
(¬4) في الأصل (أبي بن سلول) وهو خطأ.
(¬5) (السلام) ليست في "ي"، وبدلها في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).
(¬6) (فمه) ليست في "أ".
(¬7) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/ 479) لأبي الشيخ.

الصفحة 911