كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ}، {إِذَا نَصَحُوا} أخلصوا العمل عن الغش، {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} الناصحين، {مِنْ سَبِيلٍ} في لومهم على تخلفهم.
{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} نزلت في سبعة نفر من الأنصار وسابعهم عبد الله بن معقل الأنصاري (¬1) كانوا فقراء، وقيل: نزلت في أبي موسى الأشعري، وقيل: في ابن أم مكتوم (¬2)، وأصحابه، {قُلْتَ} أي: قلت لهم وهو صفة {الَّذِينَ} (¬3)، و {إِذَا مَا أَتَوْكَ} ظرف لهم وتقديره: ولا على الذين قلت لهم لا أجد ما أحملكم عليه إذا ما أتوك لتحملهم، {تَوَلَّوْا} فتولوا، وإنما حسن إسقاط الفاء لحسن الوقوف على ما قبله، {حَزَنًا} أي: من حزن أو حزنوا حزنًا، وقيل: تقديره حازنين (¬4)، {أَلَّا يَجِدُوا} بيان لسبب الحزن، ونصب يجدوا بـ (أن) (¬5).
¬__________
(¬1) هكذا في الأصل وفي كثير من المصادر، والصحيح (عبد الله بن مُغفَّل) وقد ورد في رواية ذكرها ابن سعد (2/ 165)، ويعقوب بن سفيان في تاريخه (6/ 256)، وابن أبي حاتم (6/ 1862) وهؤلاء السبعة ويسمون بالبكائين هم سالم بن عمير وعلبة بن زيد وعبد الرحمن بن كعب وعمرو بن الحمام وعبد الله بن المغفل المزني وهرمي بن عبد الله والعرباض بن سارية.
(¬2) لم نجد من ذكر أبا موسى الأشعري وعبد الله بن أم مكتوم في هؤلاء.
(¬3) ذكر السمين الحلبي في تفسيره بأن يكون معطوفًا على الشرط، فيكون في محل جر بإضافة الظرف إليه بطريق النسق وحذف حرف العطف، والتقدير- وقلت-، وهناك وجه آخر وهو أن يكون جوابًا لـ (1) الشرطية، وإذا وجوابها في موضع الصلة وهناك وجه ثالث وهو أن يكون في موضع نصب على الحال من كاف: {أَتَوْكَ} وإليه ذهب الزمخشري.
[الكشاف (2/ 208)، الدر المصون (6/ 99)].
(¬4) يجوز في "حزنًا" ثلاثة أوجه إعرابية: الوجه الأول: أنه مفعول من أجله والعامل فيه "تفيض" وإليه ذهب ابن عطية. والوجه الثاني: أنه في محل نصب على الحال، أي: تولوا حزينين. والوجه الثالث: أنه مصدر ناصبه مقدر من لفظه، أي: يحزنون حزنًا، وإليه ذهب أبو البقاء العكبري.
[البحر (5/ 86)، الإملاء (2/ 20)، الدر المصون (6/ 101)].
(¬5) ذكر القرطبي في تفسيره (8/ 208)، والسمين الحلبي (6/ 19) ما يلي: (قال الجرجاني: التقدير، أي: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} [التوبة: 92] وقلت: {لَا أَجِدُ} فهو مبتدأ معطوف على ما قبله بغير واو، والجواب: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} الجملة في موضع نصب على الحال: {حَزَنًا} مصدر: {أَلَّا يَجِدُوا} نصب بأن). اهـ. =

الصفحة 913