كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

{لَنْ نُؤْمِنَ} لن نصدقكم في أعذاركم، {نَبَّأَنَا} خبرنا بأشياء، {مِنْ أَخْبَارِكُمْ}، {وَسَيَرَى الله} في المستقبل من التوبة والإضرار، {فَيُنَبِّئُكُمْ} بعد ما عميت عليكم الأنباء.
والمراد بـ (الإعراض): الإعراض عن مباحثتهم ومجادلتهم وإنما أمروا بالإعراض لتسكين الفتنة التي يبغونها بخلابتهم في الجدال.
{يَحْلِفُونَ لَكُمْ} نزلت في جد بن قيس بن (¬1) قشير، والظاهر أنها في شأن الأعراب (¬2).
{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا} أغلظ أكبادهم وقساوة قلوبهم وهم الفداؤون الذين نعتهم رسول الله (¬3) بالجفاء والقسوة و (أشد نفاقًا) لمكرهم وحيلهم في الحروب والمهادنات، {وَأَجْدَرُ} وأحرى وأحق, {أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ الله عَلَى رَسُولِهِ} لبعدهم عن حضرة (¬4) رسول الله (3) وكونهم بمعزل عن
¬__________
= والجرجاني الذي يكثر من ذكره والنقل عنه هو أبو علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني، ومن كتابه: "نظم القرآن" المفقود، والذي نقل البغوي عنه في نفس الكتاب "نظم القرآن". والألوسي في "روح المعاني" ومكي بن طالب القيسي لأنه لخص "نظم القرآن" وابن الجوزي في "زاد المسير" (9/ 164) ويجوز كما قال الفراء، معاني القرآن (1/ 448)، وهو قول البصريين: "أن لا يجدون" يجعل "لا" بمعنى ليس.
(¬1) (بن) ليست في المخطوطات وأضفتها وهو الجد بن قيس بن صخر تقدمت ترجمته وهو معدود في الصحابة [الإصابة (1113)، وأسد الغابة (1/ 521)] ولم أجد من قال: إن الآية نزلت في هؤلاء إلا أن أبا السعود في تفسيره قال: إن الآية التي بعدها: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا} [التوبة: 97] نزلت فيهم. انظر: تفسير أبي السعود (4/ 95).
(¬2) قيل: إنها نزلت في عبد الله بن أُبَيّ رأس المنافقين حين حلف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أتخلف عنك، وحلف عبد الله بن أبي سرح لعمر بن الخطاب وجعلوا يترضون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. ذكر ذلك مقاتل كما نقله عنه ابن الجوزي في زاد المسير (2/ 290)، وكذا ذكر القرطبي في تفسيره (8/ 147).
(¬3) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) الحضرة لفظة صوفية تستعمل في خاصة الأولياء مع أن الجرجاني -رحمه الله- لم يعرف عنه هذا التوجه، فالله أعلم.

الصفحة 914