كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

الجمع والجماعات ومجالس العلم والوعظ واشتغالهم عن القراءة والتفقه في دين الله بمصالح معاشهم، وقد جعل الله النهب والفتك والنخوة والعزة في أهل البوادي حيث كانوا، فهم بمنزلة السباع، وجعل الرفق والسخرة والانقياد والذلة في الحواضر حيث كانوا (¬1)، فهم بمنزلة البهائم، وجعل الحكم (¬2) والعلم والسلطنة وتصريف الأمور (¬3) في البدويين الذين نزلوا المدن والأمصار وتركوا التبدي فهم بمنزلة الناس من سائر الحيوان، هذا هو الغالب.
{وَمِنَ الْأَعْرَابِ} نزلت في أسد وغطفان (¬4)، {يَتَّخِذُ} أي: يعد ويعتقد، {مَغْرَمًا} غرمًا، وهو أن يلزم الإنسان من غير أن يعود إليه منه نفع، {وَمِنَ الْأَعْرَابِ} نزلت في مزينة وجهينة وغفار وأسلم (¬5).
{قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللهِ} أي: الرتبات المضيئة التي يكون صاحبها مراقبًا مشاهدًا، و (صلوات الرسول) (¬6) دعواته الصالحة، والضمير في {إِنَّهَا} عائد إلى الصدقات، وقيل: إلى الصلوات، وقيل: إليهما جميعًا، {في رَحْمَتِهِ} في قضية رحمته وهي النعمة والجنة.
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} عن الشعبي أنّ (¬7) السابقين الأولين {مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} الذين بايعوا (¬8) رسول الله (¬9) بيعة الرضوان (¬10) بالحديبية
¬__________
(¬1) (حيث كانوا) من "ي" "ب".
(¬2) في "ب": (الحكمة).
(¬3) (الأمور) من "ي" "ب".
(¬4) لم نجد من ذكر سبب النزول هذا.
(¬5) ذكر البغوي عن الكلبي (86) عن أسلم وغفار وجهينة، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (3/ 489) عن ابن عباس.
وذكره ابن جرير (11/ 635، 636)، وابن أبي حاتم (6/ 1867) عن مزينة.
(¬6) (الرسول) ليست في "أ".
(¬7) (أنّ) من "ي" "ب".
(¬8) في الجميع (تابعوا) والمثبت من "ب".
(¬9) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬10) في "ب": (بيعة الحديبية).

الصفحة 915