كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

تحت الشجرة (¬1)، ويحتمل أن {مِنَ} لتبيين الجنس كما في قوله: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} [النساء: 69] الآية، والدليل لزوم اسم التابعين قومًا أدركوا الصحابة وأخذوا العلم منهم (¬2) ورووا الحديث عنهم، فلو كان (من) للتبعيض لكان اسم المبايعين لازمًا لسائر المهاجرين والأنصار.
وفي قوله: {لَا تَعْلَمُهُمْ} دلالة أن النبي -عليه السلام- (¬3) ما كان يعلمهم بأعيانهم علمًا مقطوعًا به لكن لغلبة الظن ولهذا قال: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} [محمَّد: 30]، {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} في الدنيا مرة وفي القبر مرة عن أبي (¬4) مطيع عن أبي حنيفة (¬5) -رحمه الله- من قال: لا أعرف عذاب القبر فهو من الطبقة الخبيثة الجهمية الهالكة لأنه أنكر قوله: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ}، وقوله: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} [الطور: 47]، فإن قال: أؤمن بالآية، ولا أؤمن بتأويلها (¬6) وتفسيرها، فهو كافر لأن من القرآن ما تأويله تنزيله.
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا} قال الكلبي: نزلت في ثلاثة: أبي لبابة وأوس بن ثعلبة ووديعة بن خزام (¬7)، وعن الضحاك وقتادة: أنهم سبعة (¬8)، وعن زيد بن أسلم: كانوا ثمانية (¬9)، وعن ابن عباس: كانوا عشرة فشدَّ منهم سبعة أنفسهم على السواري، قيل: وحلف أبو لبابة أن لا يحل نفسه حتى
¬__________
(¬1) أخرجه عنه الطبري في تفسيره (11/ 637)، وابن أبي حاتم (1768).
(¬2) في الأصل "أ": (عنهم).
(¬3) (السلام) من "ب" فقط.
(¬4) (عن أبي) من "ب"، وفي البقية (مرة أبو مطيع).
(¬5) نقله عن أبي حنيفة الدكتور محمَّد بن عبد الرحمن الخميس في كتابه "الشرح الميسر" (137).
(¬6) في "أ": (ولا أومن بالآية ولا أمعن بتأويلها).
(¬7) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (3/ 494) من طريق العوفي عن ابن عباس.
(¬8) ذكر ابن الجوزي عن قتادة (3/ 494) أما عن الضحاك فلم أجده.
(¬9) ذكر ابن الجوزي عن زيد بن أسلم (3/ 494).

الصفحة 916