كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 2)

هو شاكي السلاح وشائك، وقد تحذف الهاء من هائر حذفًا حقيقيًا من غير قلب، في حديث خزيمة وذكر السنة، قال: تركت المخ رارًا والمطي هارًا (¬1)، والهور والانهيار: الميل، ومنه التهور والهوارة، في الحديث: "من أطاع ربه فلا هوارة عليه" (¬2)، وروي: "من انقى الله وُقي الهوارة" (¬3).
{بَنَوْا رِيبَةً} أي: سبب ريبة، {تَقَطَّعَ} تفسخ، فمن حمل الكلام على الغاية والتوقيت قال: ترتفع الريبة عند تقطع القلوب لأن الارتياب في فعل الأحياء دون من هلك وتلاشى، ومن حمل على المبالغة والتأكيد قال: يجوز بقاء الريبة مع تقطع القلوب لجواز بقاء الحياة والعقل (¬4) فيهما بتبقية الله تعالى كحياة الشهيد (¬5)، وحياة الذين يُسألون في القبور، وهذا أشبه. ويمكن الجمع بين القولين بأن يحمل أَحَدهما في طائفة من المنافقين والأخرى في طائفة أخرى منهم.
{إِنَّ اللهَ اشْتَرَى} اتصالها بما قبلها من حيث ذكر الرجال الذين
¬__________
= والوجه الثاني: أنه حذفت عينه اعتباطًا، أي: لغير موجب.
والوجه الثالث: أنه لا قلب فيه ولا حذف وأن أصله هور أو هَيرَ فتحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلب ألفًا وهذا أقرب الأوجه لأنه جار على الأصل خلافًا للقلب والحذف اللذين هما على خلاف الأصل.
[البحر (5/ 100)، الدر المصون (6/ 125)].
(¬1) حديث خزيمة بن ثابت رواه الطبراني في الأوسط (7731)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 373، 375) وقد جاء محرفًا في الطبراني الأوسط بلفظ (المخ رزامًا والمطي هامًا) والتحريف من الأصل وليس في المطبوع لأنه هكذا ورد في "مجمع الزوائد" (8/ 242) ومعنى رارًا: أي: ذائبًا، والهار: هو صوت الكلب دون نباحه من قلّه صبره، والتعبير كله عن الشدة والبؤس.
(¬2) ذكره مسندًا الحربي في "غريب الحديث" (2/ 685)، وذكره ابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/ 504)، وابن الأثير (5/ 657)، والزمخشري في الفائق (4/ 121).
(¬3) ذكره مسندًا الحربي في "غريب الحديث" (2/ 683)، وذكره ابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/ 685)، وابن الأثير (5/ 657)، والزمخشري في الفائق (4/ 121).
(¬4) في الأصل و "أ": (والفعل).
(¬5) في الأصل: (الشاهد).

الصفحة 922