كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} جملة مركبة من مبتدأ وخبر، وقيل: خبر لمبتدأ مضمر (¬1) الحكم المشتمل على الحكم والدلالات في الخبر أن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق.
{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا} استفهام تعجب وإنكار الشيء المستبعد جوازه على قضية العادة والطبيعة، والناس (¬2) قريش وأمثالهم، {أَنْ أَوْحَيْنَا} في محل الرفع على أنه اسم كان {إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ} هو خيرة (¬3) الله مِنْ خَلْقِهِ خاتم النبيين أبو القاسم محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب، {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} ترجمة للوحي بأن {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} منزلة رفيعة (¬4)، عن القتبي: ما قدموه من عمل صالح (¬5)، عن أبي سعيد الخدري: محمَّد شفيع صدق لهم يوم القيامة (¬6)، وعن زيد بن أسلم: أنه محمَّد -عليه السلام- (¬7) لقوله -عليه السلام-: "أنا فرطكم على الحوض" (¬8)، {قَالَ الْكَافِرُونَ} حكايته لقولهم الذي قالوه عند تعجبهم بالوحي النازل على محمَّد.
{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} قال ابن سابط (¬9): يدبر أمر الرسالة أربعة أملاك:
¬__________
(¬1) قاله النحاس في إعرابه (3/ 49) والتقدير: تلك التي جرى ذكرها آيات الكتاب الحكيم، وعلى الإعراب الثاني يكون التقدير: هذه تلك آيات الكتاب الحكيم. هكذا قدره النحاس.
(¬2) من قوله: (إنكار الشيء) إلى هنا ليست في "أ".
(¬3) الأظهر أن الخبر هو"عجبًا" و"للناس" متعلق بمحذوف على أنه حال من "عجبًا" لأنه في الأصل صفة له، و"إلى رجل" جار ومجرور متعلقان بـ "أوحينا"، ويكون التقدير: أكان إيحاؤنا إلى رجل منهم عجبًا لهم، و"منهم" تكون صفة لـ"رجل".
[المغني (ص 570)، المحرر (9/ 5)، الدر المصون (6/ 144)].
(¬4) قاله الزجاج في معاني القرآن (3/ 6).
(¬5) رواه الطبري عن ابن عباس، وكذا روي عن مجاهد [الطبري (12/ 108)] وهو الذي رجحه الطبري.
(¬6) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/ 629) لابن مردويه.
(¬7) ابن جرير (12/ 111) وأخرجه سفيان بن عيينة في تفسيره كما في التغليق (4/ 222).
(¬8) البخاري (6205)، ومسلم (2289).
(¬9) لم نجد من ترجم لابن سابط هذا ولا أدري هل هو شيخ المؤلف أم هو متقدم عليه
مع أن هذا أول ذكر له منذ بداية التفسير، فالله أعلم.

الصفحة 938