كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} "هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له" رواها (¬1) أبو الدرداء وعبادة بن الصامت عنه -عليه السلام- (¬2).
وعن أبي قتادة الأنصاري: سمعت رسول الله (¬3) يقول: "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فهذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصُق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره" (¬4)، وفي الصحاح عن ابن سيرين (¬5) عن أبي هريرة: "إذا اقترب الزمان لم تكذب رؤيا الرجل المسلم وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا الرجل المسلم جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا ثلاث: الرؤيا الصالحة من الله تعالى ورؤيا من تخزين الشيطان ورؤيا من شيء يحدث الإنسان به نفسه فإذا رأى أحدكم ما يكره فلا يحدث وليقم فليصلِّ" (¬6).
{وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} ادعاؤهم العزة لأنفسهم، ثم ردّ عليهم {هُوَ السَّمِيعُ} لادعائهم العزة لأنفسهم، {الْعَلِيمُ} بضمائرهم.
{وَمَا يَتَّبِعُ} يحتمل وجوهًا أربعة: العطف وتقديره: وما يتبعه الذين، والجحد، أي: وما يتبعك أو وما يتبع الحق، والاستفهام على وجه الإنكار، أي: أيّ شيء يتبع، والمصدر، أي: اتباع الذين {إِنْ يَتَّبِعُونَ} إن هؤلاء يريدون اتباع {الظَّنَّ} في ذلك إشارة إلى البيان والقرآن أو إلى الجعل. ¬__________
(¬1) في الأصل: (يرى).
(¬2) مسلم (479) عن ابن عباس.
أما عن أبي الدرداء فرواه الترمذي (2273، 3106)، وأحمد (6/ 445، 446، 447، 452)، والطيالسي (976)، والحاكم (976).
وأما عن عبادة بن الصامت فرواه الترمذي (2275)، وابن ماجه (898)، وأحمد (5/ 315، 321، 325)، والدارمي (2136)، والطيالسي (583)، والحاكم (3302، 8179).
(¬3) في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) البخاري (3118)، ومسلم (2261) وغيرهما.
(¬5) في "أ": (سيره).
(¬6) البخاري (6614)، ومسلم (2263) وغيرهما.