كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
{مَتَاعٌ} أي: لهم متاع أو متاعهم متاع (¬1).
{إِذْ} في محل النصب بالذكر تقديره: واذكر لهم {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}، {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} اجعلوا الآراء المختلفة جامعًا، {غُمَّةً} سترة، أي: لا يكونن عليكم أمركم مستترًا ملتبسًا، {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} أتموا أمركم، وكل هذا تحدِّ من نوح -عليه السلام- (¬2) توكلًا على الله وإظهارًا لآياته.
{فَمَا سَأَلْتُكُمْ} جواب التولي المشروط لمعنى خفي فكأنه يقول: فإن تولَّيتم فلم تقولوا عليّ أجرًا ولم تنقصوني شيئًا ولم يعظم علىَّ توليتكم.
{إِلَى قَوْمِهِمْ} المراد بهم الهالكون دون المفلحين (¬3) وإنما خصهم لتمحض الوعيد، {فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ} أي: لم يكن الملتزمون بطريقة الماضين بمؤمنين بالذي كذبت به أئمتهم من قبل، وقيل: فما كانوا ليؤمنوا به في المستقبل من اْعمارهم بسبب تكذيبهم أول مرة فإنه ران على قلوبهم.
{أَتَقُولُونَ} أن هذا سحر مبين، {لِلْحَقِّ} إذ جاءكم، وقوله: {أَسِحْرٌ} من كلام موسى -عليه السلام- على وجه الإنكار.
{لِتَلْفِتَنَا} لتصرفنا، {الْكِبْرِيَاءُ} العظمة والملك.
{إِلَّا ذُرِّيَّةٌ} أربعون أهل بيت من القبط ولدهم نساء بني إسرائيل كانوا يسمون الذرية (¬4) {لَعَالٍ} خبر عما مضى.
{فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا} إنما أمرهم لئلا يخافوا دون الله فيفسد إيمانهم.
¬__________
(¬1) أي: يجوز في "متاع" أن تكون خبرًا لمبتدأ محذوف وقدره المؤلف -متاعهم متاع- والوجه الثاني: أنه مبتدأ والخبر محذوف وقد قدره المؤلف: لهم متاع.
(¬2) (السلام) ليست في "ي".
(¬3) في "أ": (المخلفين).
(¬4) روى الطبري في تفسيره (12/ 245) عن قتادة قال: كان ابن عباس يقول: الذرية: القليل.