كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

سُكَّرهم حجارة (¬1)، {فَلَا يُؤْمِنُوا} عطف على {لِيُضِلُّوا} وقيل: نصب على جواب الأمر بالفاء، وقيل: جزم على الدعاء (¬2).
{أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} كان موسى يدعو وهارون (¬3) يؤمِّن (¬4).
{آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} ابن عباس، عنه -عليه السلام- (¬5) أنه ذكر أن جبريل -عليه السلام- (5) يدس في فيّ فرعون الطين خشية أن يرحمه (¬6)، كان جبريل يعاجل فرعون ليتم فيه دعوة موسى -عليه السلام- (¬7)، فمن كان يعاجل رحمة الله كفر لأنه يتقرب إلى الله بإظهار موالاة نبيه ومعاداة عدوه.
{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} إن جبريل -عليه السلام- فرح حين سمع وتيقن أن فعله وقع مرضيًا لله.
¬__________
(¬1) روي ذلك عن قتادة والربيع بن أنس والقُرظي وأبي صالح والضحاك وابن زيد. أخرجه
الطبري في تفسيره (12/ 266،265)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1979).
(¬2) أي أن النصب من وجهين أحدهما: ما ذكره المؤلف أنه معطوف على {لِيُضِلُّوا} [يُونس: 88] والثاني: أنه منصوب على جواب الدعاء في قوله: {اطْمِسْ} [يُونس: 88] والجزم على أنَّ "لا" للدعاء. والنصب في الوجه الأول هو قول الأخفش، والثاني من أوجه النصب هو قول الزمخشري، والجزم قول الكسائي والفراء، وأنشدا قول الأعشى:
فلا يَنْبَسِطْ من بين عينك ما انْزَوَى ... ولا تلقني إلا وأنفك راغِمُ
[معاني القرآن للأخفش (2/ 348)، الكشاف (2/ 250)، ديوان الأعشى (ص 79)، المحرر الوجيز (9/ 85)، الدر المصون (6/ 260)].
(¬3) في الأصل: (ندعوا هارون).
(¬4) هذا مروي عن ابن عباس عند أبي الشيخ كما في الدر المنثور (7/ 697).
وهو مروي عن عكرمة كما في تفسير عبد الرزاق (1/ 297) وابن جرير (12/ 270 - 272).
(¬5) (السلام) ليست في "ي".
(¬6) الترمذي (3107)، وأحمد (5/ 30)، وابن جرير (12/ 277)، وابن أبي حاتم (6/ 1982)، والطبراني في الكبير (12932)، والطيالسى (2740)، وابن حبان (6215) وغيرهم والحديث صحيح.
(¬7) (-عليه السلام-) من"أ"، وفي "ى": (عليه)

الصفحة 953