كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} عن (¬1) ابن عباس نزلت في الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي (¬2)، وقال أبو بكر محمَّد بن عزيز السجستاني (¬3) أن قومًا من المشركين كانوا قد قالوا فيما بينهم: أرأيتم لو أغلقنا أبوابنا وأرخينا ستورنا واستغشينا ثيابنا وثنينا صدورنا على عداوة محمَّد -عليه السلام- (¬4) كيف يعلم بنا؟ فأنبأ الله -عَزَّوَجَلَّ- عمّا كتموه فقال: {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} (¬5) الآية.
سئل ابن عباس عن قوله -عَزَّوَجَلَّ-: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}: على أي شيء (¬6) كان الماء؟ قال: كان (¬7) على متن (¬8) الريح.
{أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} مدة معلومة (¬9)، قال الله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45].
¬__________
(¬1) (عن) من "ب ".
(¬2) ذكر ذلك القرطبي (9/ 8)، وابن الجوزي في زاد المسير (4/ 76) عن أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وهو من رواية الكلبي المتهم بوضع الحديث، وذكره البغوي في تفسيره (2/ 373) بدون إسناد.
(¬3) هو أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني العزيزي، له مؤلف "نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن" في مجلد كما في هدية العارفين (1/ 464) توفي سنة 330هـ.
وهو من تلامذة ابن الأنباري، وكان فاضلًا عاش في بغداد وألف كتابه هذا في أربعين سنة ولم يؤلف غيره. وكتابه مفقود وقد اختصره شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري الشافعي وسماه "التبيان في تفسير غريب القرآن" وهو مطبوع في دار الصحابة بطنطا سنة 1992 بتحقيق الدكتور فتحي أنور الدابولي.
(¬4) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب" (صلى الله عليه وسلم).
(¬5) انظر التبيان في تفسير غريب القرآن (ص 233)، ولعل ابن الأنباري استنبطه من الآية ولم يروه عن أحد، وأقرب الأقوال فى سبب النزول- والله أعلم- ما رواه البخاري في صحيحه (4681)، والطبري في تفسيره (12/ 321) كلاهما عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنها نزلت في ناس كانوا يستحيون أن يفضوا إلى السماء في الخلاء ومجامعة النساء.
(¬6) المثبت من "ب"، وفي البقية (أيش).
(¬7) (كان) ليست في "ب" "ي".
(¬8) عبد الرزاق في مصنفه (9089) وفي تفسيره (1/ 302)، وابن جرير (12/ 333)، وابن أبي حاتم (6/ 2005)، والحاكم (2/ 341)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (802).
(¬9) أي أجل محدود هكذا روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وقتادة ومجاهد وغيرهم. أخرجه الطبري في تفسيره (12/ 337).

الصفحة 964