كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
خبر مستأنف، ويحتمل أن يوم القيامة] (¬1) متصل به وتقديره يوم القيامة {أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ} أي بربهم.
{وَاسْتَعْمَرَكُمْ} أي جعلكم عمّارها. ابن عرفة: أطال عمركم فيها (¬2)، ويحتمل من قوله: أعمرته الدار أي جعلتها له مدة عمره، وهي العمرى.
{كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا} نتفرس فيك الخير، قيل: هذا قبل (¬3) دعوتك إيانا إلى التوحيد والرشد، وأما اليوم فقد أيسنا من خيرك.
{فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِير} يجوز أن يكون استفهامًا وأن يكون نهيًا {تَخْسِير} تضليل ونسبته إلى الخسران، وقيل: بخس ونقص ومضرّة من قولهم صديق مخسر عدو مبين.
{لَكُمْ آيَةً} نصب على القطع أو الحال وقوله (لكم) متصل بما بعده لا بما قبله (¬4).
{تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} إخبار عن انتهاء تمتعهم كقوله: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2]. {مَكْذُوبٍ} مصروف عن جهة الصدق.
{بِرَحْمَةٍ مِنَّا} يجوز أن يكون (منا) متصلًا {بِرَحْمَةٍ} أي برحمة من عندنا ويجوز أن يكون متصلًا بنجينا أي نجيناهم من أمرنا، وإن أراد الأول فالخزي معطوف على مضمر تقديره منه {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ (¬5)} وإن
¬__________
(¬1) ما بين [...] سقطت من الأصل.
(¬2) هذا مروي عن مجاهد كما عند ابن جرير (12/ 455).
(¬3) (قبل) ليست في الأصل و"أ".
(¬4) قوله: "لكم آية" فإن "لكم " في محل نصب على الحال من "آية" لأنه لو تأخر لكان نعتًا لها؛ قاله الزمخشري، وأما "آية" فهي منصوبة على الحال والناصب لها: إما ها التنبيه أو اسم الإشارة لما تضمناه من معنى الفعل أو فعل محذوف.
[الكشاف (2/ 279)، البحر (5/ 239)].
(¬5) (يومئذ) ليست في "ي" "ب".