كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

ويحتمل أنهم أرادوا نفي عقد النكاح {لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} كناية عن فعلتهم الخبيثة.
{لَوْ أَنَّ لِي} جواب (لو) مضمر (¬1) تقديره شديد يمنعكم عن هؤلاء الضيف، أراد بالركن الشديد: وليًا يعتضد به من جار أو عشيرة.
{أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} يدل على استعجال لوط -عليه السلام- (¬2).
{مَنْضُودٍ} متراكم تراكمت أجزاء السجيل حتى تحجر (¬3).
{مُسَوَّمَةً} نصب على الحال (¬4) أو القطع، أي معلمة بخطوط من الألوان.
{وَمَا هِيَ} أي العقوبة أو الحجارة {مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} قوم لوط ويحتمل أهل مكة (¬5)، فتلك الحجارة لم تكن ببعيد منهم لأنهم كانوا يمرون بها في أسفارهم إلى الشام، وقد كان وقع بمكة من جنسها عام الفيل،
¬__________
(¬1) يمكن أن نقدر الجواب: لفعلت بكم وصنعت كذا وكذا فهو كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ ...} [الرّعد: 31] فقد قدر الزجاج الجواب: لو كان هذا كله لما آمنوا.
[زاد المسير (2/ 496)].
(¬2) (السلام) ليست في "ي".
(¬3) روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - معنى" منضود": يتبع بعضه بعضًا. ذكره ابن الجوزي في تفسيره [زاد المسير (2/ 294)].
وفي معنى "سجيل" رجح الطبري أنها حجارة من طين ولذلك وصفها الله في موضع آخر من كتابه {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)} [الذاريات:33،34]
(¬4) ويجوز أن تكون "مسومة" صفة لـ "حجارة" وحينئذ يلزم تقدم الوصف غير الصريح على الصريح لأن "من سجيل" صفة لحجارة، والتسويم العلامة، فقيل: عُلِّمَ على كل حجر اسم من يرمى به.
[الدر المصون (6/ 370)].
(¬5) الأظهر أن الخطاب موجه إلى مشركي قريش أن يصيبهم ما أصاب قوم لوط وما هذه الحجارة التي أمطرت على قوم لوط ببعيد عنكم، روي ذلك عن مجاهد وقتادة.
[تفسير الطبري (12/ 531)].

الصفحة 980