كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

كتحريك هاء (¬1) الندبة (¬2)، ثم قلبوها تاء، فهاء التأنيث، فأدخلوا عليها الإضافة بالكسر، والندبة بالفتح، وقيل: التاء عوض عن ياء المتكلم لأنها لا (¬3) تثبت مع الياء، وإنما جمع جمع العقلاء لاعتبار فعل العقلاء وهو السجود أو لأن تأويل (¬4) أبواه وإخوته.
{لَا تَقْصُصْ} لأنه علم غيرتهم ومنافستهم في طريق المشاهدة أو من طريق القياس على أمر أخيه عيصو (¬5)، وذكر الشيطان لأنه كان يعلم أنهم يفهمون التأويل؛ لأن البيت كان بيت النبوة والعلم فيتخوف على يوسف البوائق وعلى إخوته البغي من وسوسة الشيطان. وعن وهب: رأى هذه الرؤيا وهو ابن اثنتي عشرة سنة (¬6) وكان رأى قبل ذلك وهو ابن سبع سنين (¬7) إحدى عشرة (¬8) عصًا طوالًا مركوزة في الأرض كهيئة الدائرة وإذا عصًا صغيرة تثب على هذا العصي فتغلبها وتفوقها.
{وَكَذَلِكَ} إشارة إلى السجود أو لاختصاصه بالرؤيا (¬9)، فإنما بشره بالاجتباء لرؤياه؛ فإنّ الرؤيا من الله والعلم (¬10) من الشيطان، وبشره بعلم
¬__________
= عليها بالهاء وأنت خافضٌ لها في الوصل؛ لأن تلك الخفضة تدل على الإضافة إلى المتكلم.
(¬1) في "أ": (واستجازوا تحريكها كتحريكها الندبة).
(¬2) ومنه قول النابغة:
كِليني لِهَمَّ يا أُمَيْمَةَ ناصبِ ... وليلٍ أُقاسيه بطيء الكواكبِ
بفتح التاء في "أميمةَ".
(¬3) (لا) ليست في الأصل.
(¬4) في "أ": (تأويله).
(¬5) هو أخو نبي الله وعم يوسف ذكره أهل التفسير كالقرطبي والبغوي، وبعض شروح الحديث كعمدة القاري للعيني، والعرب تسميه (العيص) وإليه ينسب الروم.
(¬6) ذكره ابن الجوزي كأحد الأقوال عن عمر يوسف وقت الرؤيا (4/ 183).
(¬7) ذكره ابن الجوزي كأحد الأقوال عن عمر يوسف وقت الرؤيا (4/ 183)، وذكر أيضًا قولًا ثالثًا وهو سبع عشرة سنة.
(¬8) (عشرة) من "أ" "ي" ..
(¬9) في "ب": (والاختصاص بالرؤيا)، وفي "ي": (أو الاختصاص فساح أمره بالرؤيا).
(¬10) في "أ": (الحلم).

الصفحة 991