كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

التأويل (¬1) لافتتاح أمره بخصلة نبوته وهي الرؤيا، وبشره بإتمام النعمة عليه لأنَّ الله متمم نوره، وعلم بذلك لوقوع أمثلتهم في الرؤيا كواكب (¬2).
والكواكب نور يهتدى به إذ قالوا فيما بينهم وإخوة لأمه (¬3) {عُصْبَةٌ} ما بين العشرة إلى الأربعين (¬4)، وضللوا آباءهم في تدابير (¬5) الدنياوي لكون يوسف وأخيه غلامين ضعيفين وكونهم عصبة أقوياء على الحماية والانتصار من العدو، ولم يقصدوا إيذاءهم وإنما قصدوا العقاب.
{اقْتُلُوا يُوسُفَ} بغير حق لأنهم لم يكونوا بلغوا رتبة النبوة ولا يوسف بعد، وقتل غير النبي ليس بكفر، والكبائر قبل النبوة ممكنة (¬6)، ويحتمل أنهم قالوا نصيحة لأبيهم وصرف محبته إليهم إذ هو الأصلح فيما بينهم {أَوِ اطْرَحُوهُ} أسقطوه {أَرْضًا} بأرض من غير أرضهم {يَخْلُ لَكُمْ} يفرغ ويحصل لكم {مِنْ بَعْدِهِ} هذا الذنب {صَالِحِينَ} تائبين عن ابن عباس (¬7)، وقال مقاتل: أراد إصلاحهم فيما بينهم (¬8).
{قَالَ قَائِلٌ} قتادة وابن إسحاق: روبيل (¬9)، مجاهد: شمعون (¬10)،
¬__________
(¬1) من قوله: (فإنما بشره) إلى هنا ليس في "ب".
(¬2) (كواكب) ليست في "ب".
(¬3) ذكر ابن الجوزي أن أخا يوسف كان لأمه وأبيه - أي كان شقيقًا - والباقون إخوته لأبيه دون أمه.
[زاد المسير (2/ 415)].
(¬4) قال الزجاج: هي في اللغة الجماعة الذين أمرهم واحد يتابع بعضهم بعضًا في الفعل، ويتعصب بعضهم لبعض. وفي معناها ستة أقوال؛ أظهرها قول ابن عباس- رضي الله عنهما -، وهو ما زاد على العشرة إلى الأربعين، واختاره عامة المفسرين.
[معاني القرآن للزجاج (3/ 93)، زاد المسير (2/ 415)].
(¬5) في "أ" "ي": (تدبير).
(¬6) انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (2178).
(¬7) ابن الجوزي في "زاد المسير" (4/ 184).
(¬8) ابن الجوزي في "زاد المسير" (4/ 184).
(¬9) الطبري (13/ 20)، وابن أبي حاتم (7/ 2106).
(¬10) الطبري (13/ 21)، وابن أبي حاتم (7/ 2106).

الصفحة 992