كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
وشمائل الأحرار، كفراسة ابنة شعيب في موسى -عليه السلام-، وفراسة خديجة في نبينا -عليه السلام- (¬1) {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} لأنه كان غنيًا لا وارث له، عنّينًا (¬2) لا يولد له.
{وَكَذَلِكَ} أي وكما (¬3) نخبرك {وَلِنُعَلِّمَهُ} معطوف على ضمير أي ليتمكن ولنعلمه {عَلَى أَمْرِهِ} قيل: أمر الله، وقيل: أمر يوسف.
وقيل: إن يوسف إذ وقع بمصر كان عمره سبع عشرة سنة، فلما بلغ ثماني عشرة سنة (¬4). {بَلَغَ أَشُدَّهُ} وآتاه (¬5) الحكم والحلم وذلك حين رأى برهان ربه. {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ}
ثم بقي بعد ذلك على حالته ست سنين ثم ابتلاه الله بالسجن سبع سنين (¬6) واتاح له الفرج على رأس ثلاثين سنه من عمره.
وقيل: بلوغ أشده بلوغه ثلاثين سنة، والمراد بـ"الحكم" ما حكم بين الناس، وبـ "العلم" ادخار الميرة وغيره.
{وَرَاوَدَتْهُ} طالبته عن نفسه (عن) للتعدية، كما يقال: سأل عن كذا {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} لئلا يدخل عليهما (¬7) داخل {مَعَاذَ اللَّهِ} أي ألتزم
¬__________
(¬1) وردت رواية عن ابن مسعود في ذلك ولكن فيها أبو بكر باستخلافه عمر بدل خديجة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- رواها سعيد بن منصور في تفسيره (1113)، وابن سعد (3/ 273)، وابن أبي شيبة (14/ 574)، وابن جرير (13/ 64)، وابن أبي حاتم (7/ 2118)، والطبراني (8830،8829)، والحاكم (2/ 345).
(¬2) في "أ" "ي": (عندنا).
(¬3) في "ب" "أ": (فكما).
(¬4) الثاني هذا ذكره ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير (7/ 2119)، أما الأول فلم أجده. وذكر المفسرون أرقامًا أخرى.
(¬5) المثبت من "ب"، وفي البقية: (وأتيه).
(¬6) هذا ورد عن عكرمة عند ابن جرير (13/ 151).
(¬7) في "أ": (عليهم).