كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

معاذ الله، وأعوذ بالله من هذا الفعل القبيح {إِنَّهُ رَبِّي} أي (¬1) الله تعالي (¬2) {الظَّالِمُونَ} الزانون (¬3).
وتقديم جواب {لَوْلَا} علقه كتقديم الجزاء على الشرط، وجواب (لو) هاهنا همّ يوسف، تقديرها {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} و {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} لهمَّ بها {بُرْهَانَ رَبِّهِ} قيل: صورة يعقوب عاضًا على إصبعه يقول: مثلك قبل المواقعة كذا وبعد المواقعة (¬4) كذا (¬5). مقاتل: سمع صوتًا: إياك ومواقعتها فإنك إن واقعتها صرت كالطير الواحد، وقيل: سمع صوتًا: أتَهُمُّ بعمل السفهاء وأنت مكتوبٌ في الأنبياء (¬6)، وقيل: رأى مكتوبًا في السقف {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً} (¬7) [الإسراء: 32] {كَذَلِكَ} أي عصمناه عن الفاحشة كذلك.
{وَاسْتَبَقَا} تبادرا إلى {الْبَابَ} أما يوسف فللإعراض عن الفاحشة، وأما المرأة فللولوع بيوسف {وَقَدَّتْ} شقت {مِنْ دُبُرٍ} من خلف لأنها لحقته وتعلقت به لئلا يخرج من الباب {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا} زوجها {قَالَتْ مَا}
¬__________
(¬1) المثبت من "أ"، وفي البقية: (أكرم الله تعالى).
(¬2) الأظهر في قوله تعالى: {إِنَّهُ رَبِّي} [يُوسُف: 23] المراد به سيده، وهو زوج امرأة العزيز التي راودته عن نفسه فهو الذي أحسن مثواه. وهكذا روي عن مجاهد والسدي. أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 78)، وما ذكره المؤلف "إنه ربي" أي الله عزوجل، قاله ابن الجوزي في تفسيره (2/ 427).
(¬3) ذكر ذلك ابن الجوزي في تفسيره وقال: هم الزناة لأن امرأة العزيز دعته إلى الزنا.
[زاد المسير (2/ 427)].
(¬4) (كذا وبعد المواقعة) ليست في "أ".
(¬5) روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وعكرمة، رواه عنهم الطبري في تفسيره (13/ 90 - 95) دون قوله: "مثلك قبل المواقعة كذا وبعد المواقعة كذا".
(¬6) ذكره ابن الجوزي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - والصوت الذي ناداه هوصوت جبريل -عليه السلام -.
[زاد المسير (2/ 431)].
(¬7) رواه الطبري في تفسيره عن محمَّد بن كعب القرظي.
[الطبري (13/ 98)].

الصفحة 997