كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} قالت لخوفها من ان يفضحها يوسف عند زوجها، وإنما أشارت بالسجن لصرفه عن بيعه وقتله، وقيل: لانعكاس المحبة لأن الشيء إذا تناسى (¬1) انعكس.
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا (¬2)} مقاتل والضحاك: رجل كبير ابن عمها (¬3)، وقيل: رجل حكيم من قرابتها (¬4)، وقيل: ابن خالها وهو صبي في المهد (¬5)، وشهادته على طريق الاستدلال كشهادة خزيمة بن ثابت {مِنْ قُبُلٍ} قدام، واستدل بدلالة الحال، رجع الزوج إلى شهادته فتبين له أن الجناية (¬6) من قِبَلها.
{يُوسُفُ} يا يوسف تغافل عن هذا الحديث فلا تذكره لأحد {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} دليل أن الزنا والبهتان كانا محظورين عندهم، وإنما لم يجاوز إنكاره وغيرته لأن عنته (¬7) كانت ذهبت بحميته.
{وَقَالَ نِسْوَةٌ} اللائمات كن خمسًا؛ امرأة الساقي، وامرأة الخباز، وامرأة صاحب الدواب، وامرأة صاحب السجن، وامرأة الحاجب (¬8)، أفشين حديثهما في البلد على ما جرت به عادة النساء {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} أي أصاب يوسف شغاف قلبها من حب، كما يقال كبده ورأسه إذا أصاب ذلك. والشغاف غلاف القلب، وقيل: حبة القلب، وهي (¬9) علقة سوداء في
¬__________
(¬1) في "ب""ي": (تناهى).
(¬2) (من أهلها) ليست في "ي" "أ".
(¬3) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (4/ 211) ولم يعزه لأحد.
(¬4) ورد عن زيد بن أسلم عند ابن أبي حاتم (7/ 2129)، وقريبًا منه عن قتادة كما عند ابن جرير (13/ 109، 112)، وابن أبي حاتم (7/ 2129).
(¬5) ذكره ابن جرير (13/ 106) عن سعيد بن جبير، وعن ابن عباس كما عند ابن جرير (13/ 107)، وابن أبي حاتم (7/ 2128)، وعن الضحاك عند ابن جرير (13/ 106).
(¬6) في الأصل: (له الخيانة).
(¬7) كون زوجها عنينًا ورد في روايات كثيرة.
(¬8) ذكرهن القرطبي في تفسيره (9/ 151)، وذكره ابن الجوزي (4) وعزاه لمقاتل.
(¬9) في الأصل: (وقيل).