كتاب الفرائد على مجمع الزوائد «ترجمة الرواة الذين لم يعرفهم الحافظ الهيثمي»
"أطرافه" (¬1) لابن حجر "والإصابة" (¬2) أيضًا: عمارة؛ وهو ما اعتمده الأئمة في تراجمهم له على ما سيأتي تفصيله.
وعمارة هذا مختلف فيه جدًا، ومنشأ هذا الاختلاف: اختلاف الروايات عنه، وكلها من طريق داود بن أبي هند.
فقد روى ابن عدي في "الكامل" (¬3) حديثه هذا من طريق سليمان بن كثير العبدي قال: ثنا داود بن أبي هند، عن عمارة بن عبد [عبيد]؛ شيخ من خثعم كبير، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ؛ فذكره.
قال ابن عدي: وهذا يرويه عن داود: سليمان بن كثير، ولا أعلم يرويه غيره.
وقد ذكر هذه الطريق البخاري في "الكبير" (¬4)، في ترجمة عمارة بن عبيد.
ثم إن حماد بن سلمة قد خالف سليمان بن كثير، فرواه عن داود بن أبي هند، عن رجل من أهل الشام يُقال له: عَمَّار [عمارة]، عن شيخ من خثعم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
رواه الإمام أحمد في "مسنده" (¬5).
وثمة رواية ثالثة، وفيها: عن داود بن أبي هند، عن رجل من أهل الشام، عن عمارة بن عبيد.
ذكرها الحافظ في "الإصابة" (¬6)، وقال: وهذا لا شك فيه أنه غلط، فإن الشامي هو عمارة أو عمار، كما صرَّح به في رواية أحمد، وشيخه رجل من خثعم. أهـ.
قلت: وقد ذكر هذه الرواية الأخيرة ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (¬7) وقال نقلاً عن أبيه: عمارة بن عبيد، له صحبة، روى داود بن أبي هند، عن رجل من أهل الشام، عنه.
¬__________
(¬1) (8/ 313).
(¬2) (4/ 277).
(¬3) (288 - 289).
(¬4) التاريخ الكبير (6/ 494).
(¬5) (5/ 73).
(¬6) (4/ 277).
(¬7) (6/ 366).