كتاب الفرائد على مجمع الزوائد «ترجمة الرواة الذين لم يعرفهم الحافظ الهيثمي»
وقد كنت تألمت كثيراً بسبب فقدان هذا الكراس، حيث إني لم أجد من العلماء السابقين مَنْ أفرد لهذا النوع من الرواة مصنفًا خاصًا لأهميته الكبرى، إلا بعض النماذج القليلة التي أتت إلينا، ومنها ما جاء في كتاب: "المعجم في مشتبه أسامي المحدثين" لأبي الفضل الهروي، وما أورده تاج الدين السبكي في "طبقاته" (10/ 406) عن الإمام المزي، والفصل الذي عقده الحافظ الذهبي في آخر ترجمة حماد بن زيد من كتابه: "السير" (7/ 464 - 466) ولكنها أبحاث قليلة، لا تشفي عليلًا.
2 - وإذا لم نستطع أن نميِّز أحد الراويين منهما بإحدى الطرق السابقة ننظر إلى صاحب التصنيف الذي أخرج هذه الرواية في مصنفه، فإن كان معروفًا عنه أنه أخرج لأحد هذين الراويين دون الآخر، أو أنه اشترط ألا يخرج في مصنفه إلا الثقات فقط دون غيرهم استطعنا التمييز بينهما.
3 - كثرة البحث والتفتيش عن إسناد هذه الرواية في مصدر آخر مخرج فيه، فلعله نسب فيه بشيء زائدٍ يكون دليلًا للتمييز بينهما.
4 - وأما إذا كان هذان الراويان ثقتين، أو ضعيفين بدرجة متقاربة في الضعف، فالخطب حينئذٍ سهل، حيث يمكن الحكم على الرواية بالصحة في حالة ثبوت ثقة كل واحد منهما، أو الضعف في حالة ضعفهما جميعًا.
رابعًا: أن يكون الراوي من نسل مشهور اعتنت كتب الأنساب بإيراد هذا النسل فيها، كأن يكون مثلًا من نسل مشاهير الصحابة - رضي الله عنهم - كالعشرة المبشرين بالجنة، وأهل البيت، والخلفاء من بني أُميّة، وبني العباس، وغيرهم، ومن أشهر الكتب في ذلك: "المعرفة" لابن قتيبة، و"طبقات" ابن سعد، و"طبقات" خليفة العصفري، و"جمهرة" ابن حزم، وغيرهم.
خامسًا: التأكد من عدم انقلاب اسم الراوي، وهذه المسألة وقع فيها بعض كبار أهل العلم حيث انقلب عليهم أسماء رواة، فلم يعرفوهم، ومنهم - على سبيل المثال-: ابن أبي حاتم الرازي -رحمه الله -، فقد ترجم في "الجرح
الصفحة 19
448