كتاب هل بشر الكتاب المقدس بمحمد صلى الله عليه وسلم
خاتمة
وهكذا رأينا الأنبياء يبشرون بالنبي الخاتم نبياً تلو نبي. " كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا، ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله".
يبشرون بالنبي الذي أخذ عليهم الميثاق بأن يؤمنوا به إن جاء وينصرونه {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} (آل عمران: 81).
وقام الأنبياء ببلاغ أقوامهم خبر هذا النبي " جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبؤوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياء المزمع أن يأتي ".
وحفظ لنا الكتاب المقدس - رغم ما تعرض له من التحريف - بعضاً من هذه البشارات عن هذا النبي العظيم، فهو النبي الذي يحقق وعد الله لإبراهيم وزوجه هاجر بالبركة في ابنها إسماعيل، وهو الذي " له خضوع شعوب ".
وهو النبي الذي ماثل موسى، وبشر به قومه بني إسرائيل، وهو النبي الذي تتلألأ نبوته عند جبال فاران، ويكون من أمة تقوم بأمر ملكوت الله الذي سينزع من بني إسرائيل " ويعطى لأمة تعمل أثماره "، وذلك لأنهم " أغاروني بغير إله، وأغضبوني بمعبوداتهم الباطلة، وأنا أيضاً أغيرهم بغير شعب، وبشعب جاهل أغضبهم ".
وهكذا انتقلت النبوة والاصطفاء إلى أمة العرب المرذولة " الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية ".
وذكرت النصوص الإنجيلية والتوراتية اسم النبي وصفاته، فقد سماه المسيح " البارقليط "، وهو بمعنى أحمد، ووعدت به الملائكة "وعلى الأرض الإسلام،
الصفحة 141
148