كتاب اللمحة اللطيفة في ذكر أحوال كسوة الكعبة الشريفة

الأجر الحسن، ومما كان يفعل قبل هذا الزمان من صرف أموال الاستعمالات لهذه الكسوة الشريفة من المكس المأخوذ من تجار الثوب، والحرير، والجهات المشوبة بالمظالم والتقرير، وقد وافق ذلك فعل الإمام عمر رضي الله عنه من وجهين:
أحدهما: أنه كان يصرف مال الكسوة من بيت المال، وكان إذ ذاك خراجاً صرفاً وفياً خالصاً، يصرف منه على زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم والمجاهدين من الصحابة رضوان الله عليهم، وغيرهم، فجعل مصرف الكسوة، وذلك المصرف الحلال مصرفاً واحداً.
الوجه الثاني: أنه كان يرسل إلى عامل مصر يحوك له الكسوة من القباطي وهو أفخر ثياب مصر، ويحملوه في كل عام إلى مكة زادها الله شرفاً، وقد وافق نسجها وحملها من مصر فعل عمر، فهذا فعلان من مال خاص وبلد خاص. فالحمد لله الذي وافق فعل هذا السفير البشير بالخيرات فعل من وافق فعله فعل الله في أمور مهمات.

الصفحة 150