كتاب اللمحة اللطيفة في ذكر أحوال كسوة الكعبة الشريفة

غدوا به نجوم هداية لمنير قبس أو مثير التباس، صلاة دائمة المزيد ما تعاقبت الأزمان وتوالت الأنفاس.
وبعد
فإن الله لما جعل طائفة من هذه الأمة ظاهرين بالحق إلى يوم القيامة متظاهرين بإقامة شعائر الشرائع رجا حسن الإقامة في دار المقامة، متتبعين آثار السلف الصالح، مثابرين على تشييد عقود المصالح، مقبلين على استماع النصائح، مسارعين إلى اقتناء المثوبات ولا سيما فيما يعم الطايف والعاكف والغادي والرائح، وكان الاهتمام بأمر الكعبة الشريفة من المتجر الرابح، والاحتفال بخلوص المال المنفق على كسوتها من أنجح المبار وأبر المناجح، وتطهيرها على أدناس المكوس مما ينور الضريح ويبيض الصحاف ويبصر الصفائح، أراد الله -وله المنة- أن تكون هذه المبرة مدخرة في موازين صالح

الصفحة 83