كتاب اللمحة اللطيفة في ذكر أحوال كسوة الكعبة الشريفة

الكسوة- وأن يكون لبعضهم ببعض فيها أسوة، أما الجمع بين حل المال وجميل العمل، فهذا لم تطمح إليه نفس متمنٍ، ولا انتهى إليه أمل، وهذه منة من الله علا وجل، جمعها الله لمن كان من أمر آخرته على وجل، فأراد خادم هذا البيت العريق في الولاء الحقيق برفع الدعاء يجمع مختصراً لطيفاً حجمه، كثيراً علمه، ينبه فيه على ما احتوت عليه هذه القربة من المفاخر، ويحقق قول من قال: كم ترك الأول للآخر، أذكر فيه ما وقع في أمر الكسوة الشريفة في الصدر الأول، ومن افتخر بها من الملوك الذين على فعلهم المعول؛ جعلته مختصراً غير مطول، حذفت أسانيد أحاديثه كي لا يمل، واقتضبت قصصه ليقع من نفس مطالعه في أسعد محل، وقصدت بذلك استكثار المحسن من العرب، وبث مآثر هذا الملك الذي قيض الله له من إذا نسي ذكره وإذا ذكر أعانه فهو إلى الخيرات الوصلة والسبب وسميته:

الصفحة 86