كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 1)

في دار ويعملوا له حساب بالسواد في ثلاثة أيام، وأعجلهم فيه، فأخذوا في ذلك. واطلع عليهم لينظر ما يصنعون. فنظر إليهم يحسبون بأسرع ما يمكن وينسخون كذلك. فعجب من كثرة حركتهم، وقال: أي (ديوانه). ومعناه هؤلاء مجانين. وقيل معناه شياطين، فسمى موضعهم ديواناً. واستعملته العرب، وجعلوا كل محصل من كلام أو شعر ديواناً.
وروى عن ابن عباس رضي الله عنه: أنه قال: إذا قرأتم شيئاً من القرآن ولم تعرفوا عربيته فاطلبوه في شعر العرب، فإنه ديوانهم. ويقال لخادم الديوان: الفيج، وقد فيجت فلاناً: أي جعلته فيجاً. والفيج أيضاً: الذي يحمل الكتب من بلد إلى بلد، فأما فوجت بالواو: فمعناه: جمعت فوجاً من الناس.
البراءة
البراءة في الأصل: مصدر من قولك: برئت من الأمر براءة وبراء، بمعنى تبرأت منه تبرؤا. ويقال: هو برئ من ذلك، وهما بريئان، وهم براء على وزن ظرفاء. فإذا قلت: هو براء من ذلك (بفتح الباء) لم يثن ولم يجمع، لأنه مصدر وصف به.
ويقال: قوم براء (بكسر الباء) على وزن ظراف، وبراء (بفتح الباء) وبراء (بضمها)، وهو اسم للجميع بمنزلة تؤام جمع تؤأم، وعراق جمع عرق وهو العظم بما عليه من اللحم، ونوق بساط. جمع بسط، وهي الناقة مع

الصفحة 193