كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

فمن خفضهما جعلهما صفتين للفرع أو للصلب، ومن رفعهما قطعهما مما قبلهما، وأضمر مبتدأ يحملهما عليه، والقطع في الصفات التي يراد بها المدح أو الذم أبلغ من إجرائها على موصوفها. والانتفاخ (بالجيم) نحو من الانتفاخ، إلا أن الانتفاخ (بالخاء) من علة رداء، والانتفاج (بالجيم) من غير علة، إنما يكون خلقة أو سمن.
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(65)
(متقارب الثفنات ضيق زوره رحب اللبان شديد طيي ضريس)
الشعر: لعبد الله بن سليمة بن الجارث، أنشده الأصمعي في اختياراته، وقبله:
ولقد غدوت على القنيص بشيغلم كالجذع وسط الجنة المغروس
القنيص: الصيد، بمعنى مقنوص. والشيظم: الفرس الطويل وشبهه هاهنا بجذع النخلة، في إشراف خلقه، وطول عنقه. والثفنات: ما يصيب الأرض من قوائم الدابة. قال الأصمعي: يريد أن زوره ضاق، فتقاربت ثفنات يديه. واللبان من الصدر: ما جرى عليه اللبب. وأما الزور ففيه قولان: قيل هو وسط الصدر، وهو قول الخليل. وقيل: الزور: أعلى الصدر وما يصعد منه

الصفحة 105