كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وقوله (تسد به): في موضع الصفة للذنب، وهي صفة جرت على غير من هي له، واستتر فيها الضمير، لأن الفعل يتضمن ضمير الأجنبي وضمير غير الأجنبي، لقوته في الإضمار، ولأنه الأصل في الإضمار والعمل. والاسم مشبه به، والمشبه بالشيء لا يقوى قوته، فلذلك يظهر الضمير الأجنبي مع الاسم، فلو صير هذا الفعل اسم فاعل لبرز الضمير، وكان يقول سادة هي به فرجها وقوله (من دبر): أراد من دبرها، فترك ذكر الضمير، لأنه قد علم ما أراد. ودبر كل شيء: خلفه. وهذا يسميه أصحاب النقد الحشو والاستعانة، لأن قوله (سد به فرجها) قد أغنى عن ذكر الدبر، فصار ذكره فضلاً، لا يحتاج إليه، ومثله قول أبي العيال الهذلي:
ذكرت أخي فعاودني صداع الرأس والوصب
وقد علم أن الصداع لا يكون إلا في الرأس، فصار ذكر الرأس حشواً لا يحتاج إليه.
وأنشد في هذا الباب:
(70)
(بشنج موتر الأنساء)

الصفحة 112