كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وكفافه. قال الأصمعي: فأراد أن كفلها ليس بمضطرب ولكنه كالبيت الممدود والموثق بالأطناب.
وأنشد في هذا البيت:
(75)
(وأحمر كالديباج أما سماؤه فرياً، وما أرضه فمحول)
هذا البيت ينسب إلى طفيل الغنوي ولم أجده في ديوان شعره يصف فرساً أشقر أو ورداً؛ وشبه بالديباج في حسن لونه، وملاسة جلده، وأراد بسمائه: أعاليه وبأرضه: قوائمه. وشبه قوائمه لقلة لحمها بالأرض المحل التي لا نبات فيها، ويروى بفتح الميم، من محول وضمها، فمن فتح الميم جعله اسماً مفرداً، بناه على فعول للمبالغة، والفعل منه أمحل، وقياس فعول أن لا يكون إلا من الأفعال الثلاثية، ولكنه جاء على حذف الزيادة، كما قالوا: بلد ما حل، والقياس ممجل ومن رواه بضم الميم، جعله جمع محل، وتقديره: ذات محول، فحذف المضاف. وزعم بعض اللغويين أن أرض الدابة بالظاء. والأرض التي هي ضد السماء بالضاد، وذلك غير صحيح. والصحيح أنها بالضاد، لأنها إنما سميت: أرضاً لأنها تلى الأرض، والعرب تسمى أعلى كل شيء سماء، وأسفله أرضاً، على

الصفحة 119