كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

هو الذي اغتلم فاحمرت ساقاه، وخص الخاضب، لأنه حينئذ أسرع ما يكون. قال الكلابي: لا تطلب الخيل الظليم إذا خضب في الشتاء؛ فإذا قاظ استرخى وضعف، وانتشر ريشه وسمن، فتطلبه الخيل فتدركه، وأكد المعنى بقوله: (فوجيء بالرعب) لأن الظليم أشد الحيوان فزعا، ولذلك يضرب به المثل، فيقال: أشرد من ظليم، وأشرد من نعام.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(77)
(له متن عير وساقا ظليم)
هذا البيت للحطيئة، واسمه جرول بن أوس العبسي، ويكنى أبا مليكة. قال أبو الفرج الأصبهاني: ولقب الحطيئة لقصره وقربه من الأرض. وقال حماد الرواية عن أبي نصر الأعرابي: لقب الحطيئة، لأنه حبق بين قوم، فقيل له: ما هذا فقال حطيئة. وقال الرواسي: لقب الحطيئة، لأنه كان محطوء الرجل. قال والرجل المحطؤة: التي لا أخمص لها. وتمام هذا البيت:
ونهدُ المعدين ينبي الحزاما
ووقع في النسخ (لها) بتأنيث الضمير، والصواب: (له) لأن قبله:
وسرب ذعرت بذي معية ... ترى في البديهة منه اعتزاما

الصفحة 121