كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

هذا البيت لأبي دواد الإيادي، وبعده:
وكل قائمة تهوى لوجهتها ... لها أنى كفرغ الدلو أثعوب
لا في شظاه ولا أرساغه عنت ... ولا مشك صفاق البطن منقوب
قوله: ('إذا ما الماء أسهله) الماء هنا: العرق. وفي قوله سهله تأويلان: أحدهما أن يكون من قولك: سهل الشيء وأسهلته وسهلته: إذا جعلته سهلا، لا صعوبة فيه. والثاني أن يكون من قولهم أسهل: إذا انحدر من الجبل إلى الأرض السهلة. يريد انحدار العرق من أعلاه إلى أسفله، فيكون ف هذا الوجه الثاني قد حذف حرف الجر، وأراد أصهل نمه. ونظيره قول خفاف بن ندبة:
إذا ما استحمت أرضه من سمائه ... جرى وهو مودوع وواعد مصدق
والثنى: الانعطاف والتثني. وجعله قليلاً لأنه إذا أفرط كان عيباً، وسمى روحاً. وقوله: (كل قائمة تهوى لوجهتها): يريد أن قوائمه متساوية في الجرى، لا يخذل بعضهاب عضا. والآتي: السيل يأتي من بلد قد مطر، إلى بلد لم يمطر، شبه به تدفقه في الجري. وفرغ الدلو مخرج الماء من بين العراقي، والأثعوب: المندفع والعنت الضرر والداء. يقال: أعنته يعته: إذا أضر به، وفعل به فعلا

الصفحة 123