كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

يشق عليه، قال الله تعالى: (ولو شاء الله لأعنتكم) و (مشك صفاق البطن) مدخله ومفرزه. يريد أنه لم يحتج إلى بيطار فينقب بطنه، كما قال زهير:
أمين شظاه لم يخرق صفاقه ... بمنقبة أو لم تقطع أباجله
وقوله (في اليدين): تقديره على مذهب البصريين: وفي اليدين منه، فحذف الضمير، وكذلك (وفي الرجلين منه)، وتقديره على مذهب الكوفيين: وفي رجليه فنابت الألف واللام منه، مناب الضمير، ويرتفع الماء في مذهب البصريين بفعل مضمر؛ يفسره الفعل الظاهر، كأنه قال: إذا ما أسهله الماء أسهله، لأن (إذا) هذه لا تبتدأ بعدها الأسماء، والكوفيون يجيزون فيه الابتداء. وجواب إذا قوله (وفي اليدين)، وهذا بمنزلة قولك أنا أشكرك إن أحسنت إلي، فلا تأتي للشرط بجواب، لأن ما تقدم قبله من ذكر الشكر قد سد مسده، وأغنى عنه.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(80)
(ترى له عظم وظيف أحدبا)
وبعده:
(مسقفا عبلاً ورسغاً مكربا)
الرجز للعثماني؛ واسمه محمد بن ذؤيب الفقيمي. قال ابن قتيبة: ولم يكن من أهل (عمان)، وإنما قيل له عماني، لأن دكينا الراجز نظر إليه يسقى الإبل

الصفحة 124