كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت للنابغة الجعدي. وهذا من التشبيه البديع الذي لم يسبق إليه، شبه أرساغه في غلظها وانحنائها وعدم الانتصاب، فيها برقاب وعول قد مدتها لتشرب الماء، وقيل هذا البيت:
وأوظفة أيد جدلها ... كأوظفة الفالج المصعب
ظماء الفصوص لطاف الشظا ... نيام الأباجل لم تضرب
الفالج: الجمل الذي له سنامان. والمصعب: الذي لم يرض ولم يحمل عليه وترك للفحلة. والفصوص جمع فص، وهو ملتقى كل عظمين. والأباجل: جم الأبجل، وهو من الفرس: بمنزلة الأكحل من الإنسان. وأراد بقوله نيام الأباجل: سونها، لأن شدة نبض العروق نما يكون عن خروج المزاج عن الاعتدال.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(82)
(لها ثنن كخوافي العقا ... ب سود يفين إذا تزبئر)
قد قدمنا قبل هذا أن هذه القصيدة تروى لامريء القيس بن حجر، وتروى لرجل من النمر بن قاسط، وقد فسره ابن قتيبة بما أغنى عن ذكره، وروى بعضهم (يفئن) بالهمز، أي يرجعن إلى مواضعهن، لأنها تزبئر، فنتفش شعرات ثننها، فإذا سكن ازبئرارها عادت الشعرات إلى مواضعها، والرواية الأولى هي الوجه.
* * *

الصفحة 126