كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد لعوف بن عطية:
(83)
(لها حافر مثل قعب الوليد ... يتخذ الفأر فيه مغارا)
قد تقدم من كلامنا في هذا البيت، ما أغنى عن إعادته، والهاء في قوله (فيه) تعود على الحافر. وزعم بعض اللغويين أنها تعود على القعب، لأن قعب الوليد لا يخلو من طعام يعلل به، فالفأر يعتاده، وليس هذا التفسير مماي لتفت إليه وإنما الوجه فيه ما قد ذكرناه.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(84)
(بكل وأب للحصى رضاح ... ليس بمصطر ولا فرشاح)
هذا الرجز لأبي النجم، فيما ذكر أبو عبيدة، وبعده:
صافي الحوامي مكرب وقاح ... ينفض طش الماء كالمياح
الرضاح: الذي يكسر الحجارة. والحوامي: نواحي الحوافر. والمكرب: الموثق الشديد. والوقاح: الصليب. ويعني بالماء: العرق. والطش: أصغر الرشاش وألطفه. يصف أنه عرق، فهو ينفض العرق عن نفسه، كما قال امرؤ القيس:
وظل كتيس الرمل ينفض متنه ... أذاة به من صائك متحلب

الصفحة 127