كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

أراد أنه دجج نفسه، ومن فتح الجيم نسب الفعل إلى غيره، أراد أن غيره دججه. واشتقاقه من شيئين أحدهما أن يكون مشتقاً من الدجة، وهي الظلمة ومن قولهم: ليل دجوج وديجوج ويقال: تدجج الليلن وتدجدج: إذا أظلم، قال العجاج:
إذا رداء ليلة تدجدجا
شبه بالليل، لتكفره بالحديد. والثاني: أن القنفذ يسمى مدججاً، فكأنه شبه بالقنفذ، لما عليه من السلاح ويدل على هذا تشبيههم الرجالة إذا اجتمعوا، ورفعوا رماحهم بالحرشف، قال امرؤ القيس:
كأنهم حرشف مبثوث ... بالجو غذ تبرق النعال
ومن بديع ما جاء في هذا، قول محمد بن هانيء يصف جيش المعز:
وأرعن يحموم كان أديمه ... إذا أشرعت أرماحه ظهر شيهم
وقد فرق بعض اللغويين بين المدجج والمدجج فقال: المدجج (بالكسر): الفارس. والمدجج (بالفتح) الفرس، لأنهم كانوا يدرعون الخيل، وقاية لها، والقول الأول هو المشهور. والليث: الأسد، سمي بذلك لشدته. ويسمو: يصعد عند الركوب. والأوصال؛ الأعضاء. والباء في قوله بكل مدجج متصلة بقوله قبل هذا البيت.

الصفحة 129