كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وهم زحفوا لغسان بزحف ... رحيب السرب أرعن مرثعن
وهي الباء التي تنوب مناب واو الحال في قوله: جاء زيد بثيابه؛ أي وثيابه عليه: ومثله قول الآخر:
قد قطع الحبل بالمرود
وقد تقدم من القول في هذا الباب ما أغنانا عن إعادته، وحرف الجر من قوله إلى أوصال، لا موضع له لتعلقه بالظاهر، وأما لكاف من قوله كالليث، فلها موضع لتعلقها بمحذوف، لأنها في موضع الصفة لمدجج، كأنه قال بكل مدجج كأن كالليث، والنحويون يقولون إن الكاف بمعنى مثل، كأنه قال مثل الليث، وحقيقته ما ذكرته لك لأن كونها بمعنى مثل لا يخرجها عن أن تكون حرفاً، وإنما هو تقدير المعنى لا حقيقة اللفظ.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(86)
(يبذ الجياد فارها متتايعا)
البيت لعدي بن زيد العبادي وصدره:
فصاف يفرى جله عن سراته
وقبله:
تأيبيت منهن المصير فلم أزل ... أسير طرفا ساهم الوجه فارعا

الصفحة 130