كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

تزبيته لم أله عن ثغباته ... فتبصره عين إذا شير ضائعا
قوله (تأييت منهن المصير) الضمير يرجع إلى حمير وحش ذكرها قبل ذلك، أي تعمدت مصير الحُمر أين يصرن. والطرف: الفرس الكريم الطرفين. والساهم: القليل لحم الوجه، والفارع: المشرف العالي الخلق. وقوله (لم أله) أي لم اغفل، يقال: لهيث عن الشيء: إذا تركته وغفلت عنه. ولهوت ألهو، من اللهو: وثغباته: سقيه اللبن شيئاً بعد شيء وأصل الثغب: الماء العذب يغادره السيل وقيل: هو الماء ينبع بين الحصى، ويقال: شرت الفرس أشوره، وشورته: إذا امتحنته ورضته. وقوله (صاف) أي أقام زمن الصيف، وقوله (يفرى جله) أي يمزقه ويلقيه عن سراته وهي ظهر، نشاطاً ومرحاً، ويبذ الجياد: يسبقها. ويروى يبذ القياد، كذا وجدته في ديوان شعره، وقال: معناه يسبق قائده لنشاطه. والفاره: الحسن الخلق. وقيل: هو الناعم العيش، الكثير الأشر. وفي المتتابع قولان: قيل هو الذي إذا مشى اضطرب في مشيه. وقيل: هو الشديد اللجاجة المتهافت، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب، كما يتتايع الفراش في النار). والتتايع (بياء معجمة باثنتين) نحو من التتايع المعجم بواحدة، إلا أن في التتايع بالياء المعجمة باثنين لجاجة وتهافتاً.
* * *

الصفحة 131