كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد في باب الدوائر من الخيل:
(87)
(أسيل نبيل ليس فيه معابة ... كميت كلون الصرف أرجل أقرح)
هذا البيت لمرقش الأصغر، واسمه عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة. وقال ابو العباس ثعلب: اسمه عمرو بن حرملة. قال ابن قتيبة: ويقال اسمه عمرو بان سفيان بن سعد. والأسيل: الذي في خده طول وملاسه. والنبيل: العظيم الخلق. والمعابة العيب. والصرف: صبغ أحمر تصبغ به الجلود، شبه به لونه، لخلوصه ونصاعته، كما قال الآخر:
كميت غير محلفة ولكن ... كلون الصرف على به الاديم
والمحلفه: التي لونها غير خالص، وسميت بذلك لأن الناظرين إليها يختلفون في لونها، فيحلف بعضهم أنها كميت، ويحلف بعضهم أنها شقراء، ويحلف بعضهم أنها وردة، وبعد بيت المرقش.
على مثله تأتى الندى مخائلا ... وينظر سرا أي أمريك أربح
ويسبق مطروداً ويلحق طاردا ... ويخرج من غمى المضيق ويجرح
الندى: المجلس. والمخايل: ذو الخيلاء. وقوله (وتنظر سرا أي أمريك اربح) يريد بالأمرين الطلب والفرار. يقول: على مثله تفر إن أردت الفرار، وتطلب العدو إن أردت الطلب.

الصفحة 132