كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

أراد: لبن إيل، فحذف المضاف. وحكى كراع أن الأيل: اللبن الخاثر. وروى بعضهم (أُيلا) بضم الهمزة، وقال: جمع إبل، وهو اللبن الخاثر.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(90)
(وقد حال هم دون ذلك شاغل ... ولوج الشغاف تبتغيه الأصابع)
هذا البيت مشهور للنابغة الذبياني، يقوله في موجدة النعمان بن المنذر اللخمي عليه، وقوله (ذلك): إشارة إلى الصبا الذي ذكره قبل هذا البيت في قوله:
(على حين عاتبت المشيب على الصبا)
يقول: كيف أصبو وقد حال بيني وبين الصبا الشيب، الذي يزعني عن الجهل، والهم الذي شغل بالي، وحل منى محل الشغاف، لغضب النعمان على. ويروي (والج ولوج الشغاف) أي داخل دخوله. ويروى مكان الشغاف. واختلف في الشفاف؛ فقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: هو غلاف القلب. وقال الأصمعي: هو داء تحت الشراسيف، في الشق الأيمن، فيقال: إذا التقى هو والطحال، مات صاحبه، وأنشد أبو عبيدة:
يعلم الله أن حبك منى ... في سواد الفؤاد تحت الشغاف

الصفحة 135