كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

تظاهر فيها النيء، لا هي بكرة ... ولا ذات صفن في الذمام غموض
والذرا: الأسنمة، واحدها ذروة. وقوله عظام مقيل الهام: يريد أنها عظام الرؤس. وأصل المقيل الموضع الذي ينام فيه الإنسان في القائلة، فاستعاره للرؤوس. وقوله (جرد المذارع): يريد أن قوائمها جرد من الشعر. وقوله لم أر مثلها سناء: قيل في إعرابه وجهان: أحدهما: أن تجعل (مثلها) مفعولاً لأرى، وسناء منصوباً على التمييز، فيكون بمنزلة قولك ما رأيت مثله رجلاً. والآخر: أن يكون سناء هو المفعول لأرى، ومثلها منصوباً على الحال، كأنه أراد لم أر سناء قتيل مثلها، فكان مثلها صفة لسناء، فلما قدم صفة النكرة عليها صارت حالا، فصار بمنزلة قولك: فيها قائماً رجل. ويلزم في هذا الوجه أن يقدر مضاف محذوف، أراد سناء قتيل مثل سنائها، فحذف المضاف، وهذا الوجه فيه بُعد، والأول هو الصحيح.
* * *
وأنشد في باب فروق في الأصوات:
(97)
(فنفسي فداؤك يوم النزال ... إذا كان دعوى الرجال الكريرا)
البيت لأعشى بكر، ووقع في بعض النسخ (نفسي فداؤك) بغير فاء، ووقع في بعضها: (فنفسي فداؤك) بالفاء، والوجه أن يكون بالواو، لأن قبله:
فأهلي فداؤك يوم الجفار ... إذا ترك القيد خطوى قصيراً
كذا روى أبو علي البغدادي، عن ابن دريد، وقد يمكن أن يكون (فنفسي فداؤك) فيما رواه ابن قتيبة مقدماً قبل قوله: (وأهلي فداؤك) فيكون بالفاء،

الصفحة 142