كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

يصف ناقة تحلب أو شاة، فشبه صوت شخبها يكشيش الأفعلى إذا هممت بأن تثبت للعض. والشخب: ما يندفع من اللبن من الضرع عند الحلب. والمرفض: المتفرق لكثرته. وأجمعت: عزمت على ذلك وتهيأت له، ومثله قول الآخر، أنشده ابن الأعرابي:
كأن صوت شخبها إذا همى ... صوت الأفاعي في خشي أخشما
يحسبه الجاهل ما لم يعلما ... شيخاً على كرسيه معمماً
لو أنه أبان أو تكلما ... لكان إياه ولكن أعجما
همي: سال. ويروي خمى: أي صوت. والخشي: النبت اليابس، يقال بالخاء والحاء، وشبه اللبن في القعب لما عليه من الرغوة حين امتلأ الإناء، بشيخ معمم فوق كرسي. والأخشم: والأشخم: الذي ابيض بعد خضرته.
* * *
وأنشد في باب معرفة في الطعام والشراب:
(99)
(نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الادب فينا ينتقر)
هذا البيت مشهور لطرفة بن العبد. والمشتاة: زمن الشتاء. يقول: دواتنا في زمن الشتاء دعوات عموم، لا دعوات خصوص. وخص زمان الشتاء لأنه وقت الضيق والشدة. والآدب: صاحب المأدبة، يقال: أدب يأدب

الصفحة 144