كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وشبه عروقه لدقتها وظهورها، بمسارب الحيات، وهي طرفها. وسمسم: موضع. ومعنى تسربن: سلكن. وذكر ابن قتيبة أنه يروى: (تشربن) بالشين معجمة، والسمسم: هاهنا السم. ومعنى (تشربن سمسما) على هذه الرواية: كثر فيهن السم فدقت أجسامهن، لأن الحية إذا كثر سمها، دق خلقها، ولذلك قالوا: رماه الله بأفعى حارية. وقوله (فألقى عصا طلح ونعلا) يريد أنه خفيف المتاع، لا مال له، لأنه لا يتعرض للمكاسب، أو لأنه يجود بما له، ويبذره. ونحوه قول حاتم الطائي.
متى ما يجيء يوماً على المال وارثي ... يجد جمع كف غير ملأى ولا صفر
يجد فرسا مثل العنان وصارما ... حساما إذا ما هز لم ير بالهبر
واسمر خطيا كان كعوبه ... نوى القسب قد أرمى ذراعاً على العشر
وشبه النعل بجناح سماني، لأنها تؤكل فيبقى جناحاها: وتجذم: تقطع. وهذا كله مدح. يريد قلة مؤونته.
* * *

الصفحة 148