كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد في هذا الباب:
(103)
(عقار كماء النيء ليست بخمطة ... ولا خلة يكوى الشروب شهابها)
البيت لأبي ذؤيب الهذلي. واسمه خويلد بن خالد بن محرث. وفي العقار ثلاثة أقوال: قيل سميت عقاراً لمعاقرتها الدن، أي ملازمتها إياه، وهو قول الأصمعي. وقيل بل أخذت من عقر العوض وهو مقام الإبل الشاربة، أرادوا أن الشاربين يجتمعون حولها كاجتماع الإبل حول عقر الحوض. وقيل: سميت عقاراً لأنها تعقر شاربها من قولهم كلأ عقار إذا كان يعقر الماشية. وهو قول أبي عبيدة. والنيء، بكسر النون والهمز: الذي لم يطبخ، شبه الخمر بمائه في حمرتها. فإذا فتحت النون، وشددت الياء، ولم تهمز، فهو الشحم، وليس هذا موضعه، والخمطه: قد فسرها ابن قتيبة، والخلة التي طعمها كطعم الخل. ويروى الشروب (بفتح الشين) وهو الكثير الشراب، ورواه ابن دريد (بضم الشين) وهو جمع شارب. وأراد بشهابها: حدتها وحرها. وأصل الشهاب: النار، فشبه به نارية الخمر والتهابها في جوف شاربها. ويروى يشوى الوجوه، وقبل هذا البيت:
ولا الراح راح الشام جاءت سبية ... لها غاية تهدى الكرام عقابها

الصفحة 151