كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت للفرزدق فيما ذكر أبو العباس المبرد. ورواه أبو العباس بالواو، (وقد) أنشده قبله:
تجمشني عيونكم بظفر ... ويغريني بأنياب حداد
والتجميش: المغازلة والمداعبة. وأراد بالظفر هنا: الظفرة، وهي جلدة تغشى العين، يقال فرت عينه تظفر ظفراً. ولم أسمع بالظفر إلا في هذا البيت، فيجوز أن تكون لغة في الظفرة، ويجوز أن تكون جمع ظفرة، كما قالوا أكمة وأكم وبدنة وبدن. ويجوز أن تكون هذه الأسماء كلها جمع الجمع، كأنهم جمعوها أولاً على أكم وبدن وظفرن ثم جمعوا الجمع، فقالوا: ظفر وبدن وأكم، كما قالوا أسد وأسد. وذكر بعض العلماء أن المبرد صحف هذا البيت، وأن صوابه:
يخمشني عميرتكم بظفر ... ويفريني بأنياب حداد
ومعنى يخمشني: يخدشني. وعميرة: اسم رجل. ويفريني: يقطعني. ووقع في كتاب الفرق لأبي عبيدة على ما رواه أبو العباس المبرد، ورواه أبو إسحاق الزجاج عن المبرد (تخمشني عشيرتكم بظفر) بالخاء معجمة. وروى في آخر البيت: (وثغر بين أنياب حداد) ولم أجده في شعر الفرزدق، فأقف منه على حقيقة.
* * *
وأنشد في باب معرفة الوحش:
(106)
(وكان انطلاق الشاة من حيث خيما)

الصفحة 153