كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

تشكت أم حزرة ثم قالت ... رايت الموردين ذوى لقاح
تعلل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشيم القراح
فقال عبد الملك: أترى أم حزره ترويها مئة من الإبل؟ فقال جرير: إن كانت من نعم كلب ولم تروها، فلا أرواها الله. وكان جرير رأى عند دخوله عليه صدقه كلب قد وردت، فلذلك ذكرها، فأمر له بمئة منها، فقال جرير: يا أمير المؤمنين أنا شيخ، وليس في فضل عن راحلتي. فقال عبد الملك أتحب أن نأمر لك بثمنها، قال: فقلت: لا، ولكن الرعاء. فقال عبد الملك لجلسائه: كم يكفي مائة ناقة من الرعاء؟ فقالوا: ثمانية. فأمر له بثمانية عبيد: أربعة من النوبة، وأربعة من الصقالبة، فلذلك قال جرير: (أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية) ويقال لمئة من الإبل هنيدة ولمئتين: هند. ولثلثمائة: أمامة، كذلكقال صاعد اللغوي، وأنشد لعارق الطائي:
أيوعدني والرمل بيني وبينه ... تأمل رويداً ما أمامة من هند

الصفحة 155