كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يساوي بانف الناقة الذنبا
فصاروا يفخرون بذلك. وقد فسر ابن قتيبة العناح والكرب. وأراد الحطيئة أنهم إذا عقدوا عقداً أحكموه وأوثقوه، كإحكام عقد الدلو إذا شُد عليها العناج والكرب، وليس هناك عناج ولا كرب في الحقيقة، وإنما هو مثل.
* * *
وأنشد في باب أسماء الصناع.
(109)
(وشعبتا ميس براها إسكاف)
هذا الرجز للشماخ بن ضرار، قاله في بعض أسفاره وقد نزل يجدو بأصحابه في حكاية فيها طول، وقبله:
لم يتق إلا منطق وأطراف ... وريطتان وقميص هفهاف
يريد أن طول السفر أنحل أجسامهم، وأبلى ثيابهم وأمتعتهم" فلم يبق منها إلا هذا الذي وصفه. والمنطق والنطاق سواء ويعني بالطراف: ما بقي من الأمتعة والآلات التي ذهب معظمها بمكابدة السفر. ورواه بعضهم (منطق) بفتح الميم، وكسر الطاء وقال: يريد بالمنطق كلامه أو لسانه، وبالأطراف أصابعه. والريطة كل ملاءة لم تكن لفقين. والهفهاف: الخلق الرقيق والميس: شجر تتخذ منه الرحال، ثم يسمى الرحل نفسه ميساً ويريد بالشبعتين آخرة الرحل وقادمته.
* * *

الصفحة 157