كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

فيكون بمنزلة قضيب وقضب. وقولهم: حمير ليس بجمع، ولكنه اسم للجمع، بمنزلة العبيد والكليب.
* * *
وأنشد في باب معرفة في الهوام والذباب وصغار الطير.
(118)
(والله لو كنت لهذا خالصا ... لكنت عبداً آكل الأبارصا)
هذا البيت لا أعلم قائله، ولا ما يتصل به. والظاهر من معناه: أن قائله سيم خطة لم يرضها ورأى قدره يجل عنها، فقال لو كنت ممن يرضى بما سمتموني إياه، وأهلتموني له، لكنت كالعبد الذي يأكل الوزغ. ويروى آكل الأبارصا، أراد أكلاً الأبارص، فحذف التنوين لالتقاء السانين، ومثله ما أنشده سيبويه لأبي الأسود الدؤلي:
فألفيته غير مستعتب ... ولا ذاكر الله إلا قليلا
وقال أبو العباس المبرد سمعت عمارة بن عقيل يقرأ ولا الليل سابق النهار بالنصب، فقلت ما تريد فقال أريد؟ سابق النهار. فقلت له: فهلا قلته فقال؟ لو قلته لكان أوزن.
* * *

الصفحة 165