كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد في هذا الباب:
(119)
(كأنها من سمن واستيقار ... دبث عليها عارمات الأنبار)
الرجز لشبيب بن البرصاء - فيما ذكر أبو حاتم السجستاني. ويروى استيفار بالفاء" وهو استفعال من الشيء الوافر. ويروى استيقار بالقاف، يريد أنها أوقرت بالشحوم. والرواية هي الأولى.
يقول: كأن هذه الإبل من سمنها ووفورها دبت عليها الأنبار العارمة فلسعتها فانتفخت. ويروى ذربات الأنبار، وفيه قولان: أحدهما أنها الحديدة اللسع من قولهم سكين ذرب ومذرب أي حاد. والثاني: أنها المسمومة. يقال: ذربت السهم إذا سقيته السم. ويقال للسم الذواب. وبعد هذين البيتين:
يتبعها أسود جسم العوار ... حمش الشوى ليس من أهل الأمصار
ذو زندة في قلعة وزمار
يعني بالأسود: الراعي، والجم: الكثير، والعوار: القذى يكون في العين ويكون أيضاً الوجع الذي يكاد يعور العين. والحمش: الدقيق، والشوى: القوائم وقوله: ليس من أهل الأمصار: يريد أنه ستغرب في الغلوات وراء الإبل لا يألف المحاضر. والزندة: ما يقدح به النار. والقلع: الكنف الذي يحبس فيه الراعي ما يحتاج إليه ويعلقه من وسطه. وأراد بالزمار اليراع الذي يزمر فيه الرعاء.
* * *

الصفحة 166