كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد في هذا الباب:
(120)
(وهم زباب حائر ... لا تسمع الآذان رعداً)
والبيت: للحارث بن حلزة اليشكري، وقبله:
(ولقد رأيت معاشراً ... قد جمعوا مالاً وولدا)
يقول: رأيت معاشر من الناس قد رزقهم الله المال والأولاد، وهم مثل الزباب الحائر الذي لا يسمع الرعد لصممه. يريد أن الأرزاق لم تقسم على قدر العقول. والولد يكون واحداً وجمعاً. وقوله (لا تسمع الآذان رعداً) يجوز أن يكون من صفة الزباب، ويجوز أن يكون من صفة المعاشر، وتقديره، على مذهب البصريين: لا تسمع الآذان منها أو منهم، فحذف الضمير اختصاراً لما فهم المعنى. وتقديره على مذهب الكوفيين: لا تسمع آذانها او آذانهم، فنابته الألف واللام مناب الضمير.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(121)
(سبحل له نزكان كانا فضيلة ... على كل حاف في البلاد وناعل)

الصفحة 167